قصة ذي الكفل الذي زعم قوم أنه ابن أيوب
صفحة 1 من اصل 1
قصة ذي الكفل الذي زعم قوم أنه ابن أيوب
قال الله تعالى بعد قصة أيوب في سورة الأنبياء : " وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين * وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين "
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص : " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار * واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار "
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي ، عليه من ربه الصلاة والسلام ، وهذا هو المشهور
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً ، وإنما كان رجلاً صالحاً وحكماً مقسطاً عادلاً وتوقف ابن جرير في ذلك فالله أعلم
وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ، ويقضي بينهم بالعدل ففعل فسمي ذا الكفل
وروى ابن جرير وابن حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال : لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي ، حيث أنظر كيف يعمل فجمع الناس فقال : من يتقبل مني بثلاث أستخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب
قال : فقام رجل تزدريه العين ، فقال : أنا ، فقال : أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب ؟ قال : نعم قال : فرده ذلك اليوم ، وقال مثلها في اليوم الآخر ، فسكت أناس ، وقام ذلك الرجل فقال: أنا أستخلفه
قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك ، فقال : دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة ، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة ، فدق الباب فقال : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم قام : فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه ، فقال : إن بيني وبين قومي خصومة ، وأنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا ، وجعل يطول عليه حتى حضر الرواح وذهبت القائلة فقال : إذا رحت فإنني آخذ لك بحقك
فانطلق رواح فكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يتبعه فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه ، فلما رجع إلى القائلة أخذ مضجعه أتاه فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال : الشيخ الكبير المظلوم ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فأتني ؟ قال : إنهم أخبث قوم ، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا : نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني قال : فانطلق فإذا رحت فأتني
قال : ففاتته القائلة ، فراح فجعل ينتظره فلا يراه ، شق عليه النعاس فقال لبعض أهله : لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام ، فإني قد شق على النوم فلما كان تلك الساعة جاء ، فقال له الرجل ، وراءك وراءك فقال : قد أتيته أمس وذكرت له أمرى فقال : لا والله ، لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها ، فإذا هو في البيت ، وإذا هو يدق الباب من داخل قال : فاستيقظ الرجل ، فقال : يا فلان ألم آمرك ؟ قال : أما من قبلي والله فلم تؤت ، فانظر من أين أتيت ؟
قال : فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه ، وإذا الرجل معه في البيت فعرفه فقال : أعدو الله ؟ قال : نعم ؟ أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك
فسماه الله ذا الكفل ، لأنه تكفل بأمر فوفي به !
وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس قريباً من هذا السياق وهكذا روى عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر ، وغيرهم من السلف نحو هذا
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي : حدثنا أبو الجماهر ، أنبأنا سعيد بن بشير ، حدثنا قتادة ، عن كنانة بن الأخنس ، قال : سمعت الأشعري - يعني أبا موسى رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر يقول : ما كان ذو الكفل نبياً ، ولكن كان رجل صالح كل يوم مائة صلاة ، فتكفل له ذو الكفل من بعده في فكان يصلى كل يوم مائة صلاة ، فسمي ذا الكفل
ورواه ابن جرير من طريق عبد الرزاق ، عن معمر عن قتادة ، قال أبو موسى الأشعري فذكره منقطعاً
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن عبد الله ابن عبد الله عن سعد مولي طلحة ، عن ابن عمر قال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين - حتى عد سبع مرار - لم أحدث به ، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك قال : " كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينا راً على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ، فقال لها ، ما يبكيك ؟ أأكرهتك ؟ قالت : لا ، ولكن هذا عمل لم أعمله قط ، وإنما حملتني عليه الحاجة قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ! ثم نزل فقال : اذهبي بالدنانير لك ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبداً ، فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه : قد غفر الله للكفل "
ورواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال : حسن ، وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر
فهو حديث غريب جداً وفي إسناده نظر ، فإن سعداً هذا قال أبو حاتم : لا أعرفه إلا بحديث واحد ووثقه ابن حبان ، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا فالله أعلم
وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث : الكفل من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن فالله تعالى أعلم
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص : " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار * واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار "
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي ، عليه من ربه الصلاة والسلام ، وهذا هو المشهور
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً ، وإنما كان رجلاً صالحاً وحكماً مقسطاً عادلاً وتوقف ابن جرير في ذلك فالله أعلم
وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ، ويقضي بينهم بالعدل ففعل فسمي ذا الكفل
وروى ابن جرير وابن حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال : لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي ، حيث أنظر كيف يعمل فجمع الناس فقال : من يتقبل مني بثلاث أستخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب
قال : فقام رجل تزدريه العين ، فقال : أنا ، فقال : أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب ؟ قال : نعم قال : فرده ذلك اليوم ، وقال مثلها في اليوم الآخر ، فسكت أناس ، وقام ذلك الرجل فقال: أنا أستخلفه
قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك ، فقال : دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة ، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة ، فدق الباب فقال : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم قام : فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه ، فقال : إن بيني وبين قومي خصومة ، وأنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا ، وجعل يطول عليه حتى حضر الرواح وذهبت القائلة فقال : إذا رحت فإنني آخذ لك بحقك
فانطلق رواح فكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يتبعه فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه ، فلما رجع إلى القائلة أخذ مضجعه أتاه فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال : الشيخ الكبير المظلوم ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فأتني ؟ قال : إنهم أخبث قوم ، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا : نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني قال : فانطلق فإذا رحت فأتني
قال : ففاتته القائلة ، فراح فجعل ينتظره فلا يراه ، شق عليه النعاس فقال لبعض أهله : لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام ، فإني قد شق على النوم فلما كان تلك الساعة جاء ، فقال له الرجل ، وراءك وراءك فقال : قد أتيته أمس وذكرت له أمرى فقال : لا والله ، لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها ، فإذا هو في البيت ، وإذا هو يدق الباب من داخل قال : فاستيقظ الرجل ، فقال : يا فلان ألم آمرك ؟ قال : أما من قبلي والله فلم تؤت ، فانظر من أين أتيت ؟
قال : فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه ، وإذا الرجل معه في البيت فعرفه فقال : أعدو الله ؟ قال : نعم ؟ أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك
فسماه الله ذا الكفل ، لأنه تكفل بأمر فوفي به !
وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس قريباً من هذا السياق وهكذا روى عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر ، وغيرهم من السلف نحو هذا
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي : حدثنا أبو الجماهر ، أنبأنا سعيد بن بشير ، حدثنا قتادة ، عن كنانة بن الأخنس ، قال : سمعت الأشعري - يعني أبا موسى رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر يقول : ما كان ذو الكفل نبياً ، ولكن كان رجل صالح كل يوم مائة صلاة ، فتكفل له ذو الكفل من بعده في فكان يصلى كل يوم مائة صلاة ، فسمي ذا الكفل
ورواه ابن جرير من طريق عبد الرزاق ، عن معمر عن قتادة ، قال أبو موسى الأشعري فذكره منقطعاً
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن عبد الله ابن عبد الله عن سعد مولي طلحة ، عن ابن عمر قال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين - حتى عد سبع مرار - لم أحدث به ، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك قال : " كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينا راً على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ، فقال لها ، ما يبكيك ؟ أأكرهتك ؟ قالت : لا ، ولكن هذا عمل لم أعمله قط ، وإنما حملتني عليه الحاجة قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ! ثم نزل فقال : اذهبي بالدنانير لك ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبداً ، فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه : قد غفر الله للكفل "
ورواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال : حسن ، وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر
فهو حديث غريب جداً وفي إسناده نظر ، فإن سعداً هذا قال أبو حاتم : لا أعرفه إلا بحديث واحد ووثقه ابن حبان ، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا فالله أعلم
وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث : الكفل من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن فالله تعالى أعلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى